ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﺒﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ..
ﺍﻟﺴﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺒﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ )ﺑﺎﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ :
Biological Clock) ﻳﻈﻬﺮ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ
ﺍﻟﻜﺎﺋﻨﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺔ ﺃﻧﻤﺎﻃﺎ ﺳﻠﻮﻛﻴﺔ
ﺩﻭﺭﻳﺔ ﺇﻳﻘﺎﻋﻴﺔ )ﺑﺎﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ :
rhythmic cycles) ﺃﻱ ﺗﺤﺪﺙ ﻋﻨﺪ
ﻓﻮﺍﺻﻞ ﺯﻣﻨﻴﺔ ﻣﻨﺘﻈﻤﺔ، ﺗﺘﻔﻖ ﻏﺎﻟﺒﺎ
ﻣﻊ ﺩﻭﺭﺓ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﺭ، ﺃﻭ ﻣﻊ ﺗﻌﺎﻗﺐ
ﺍﻟﻔﺼﻮﻝ، ﺃﻭ ﻣﻊ ﺩﻭﺭﺓ ﺍﻟﻤﺪ ﻭﺍﻟﺠﺰﺭ ,
ﺃﻭ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﻤﻮﺟﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪﺙ ﻓﻲ
ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻀﻮﺀ
ﻭﺍﻟﺤﺮﺍﺭﺓ ﻭﺍﻟﺮﻃﻮﺑﺔ ﺍﻟﻨﺴﺒﻴﺔ
ﻭﺑﺎﻟﻀﻐﻂ ﺍﻟﺒﺎﺭﻭﻣﺘﺮﻱ، ﻓﺎﻟﺴﻠﻮﻙ
ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺪﺙ ﻳﻮﻣﻴﺎ ﻳﻌﺮﻑ ﺑﺎﻹﻳﻘﺎﻉ ﺃﻭ
ﺍﻟﺘﻮﺍﺗﺮ ﺍﻟﻴﻮﻣﻲ.
ﻓﻬﻨﺎﻙ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﺗﻜﻮﻥ
ﻧﺸﻴﻄﺔ ﻓﻲ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ، ﻭﺗﻨﺎﻡ ﻓﻲ
ﺍﻟﻠﻴﻞ. ﻭﺣﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﺜﻞ
ﺍﻟﺨﻔﺎﺵ ﺗﻨﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻭﺗﺼﻄﺎﺩ
ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻔﺴﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ،
ﻧﺠﺪ ﺃﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻳﺨﺘﻠﻒ
ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ ﻓﺎﻟﺘﻨﻔﺲ ﻭﺍﻟﻨﺒﺾ
ﻭﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻹﻧﺰﻳﻤﻲ، ﻭﺣﺮﺍﺭﺓ
ﺍﻟﺠﺴﻢ، ﻭﺇﻓﺮﺍﺯ ﺍﻟﻬﺮﻣﻮﻧﺎﺕ، ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ
ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻔﺴﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ، ﻛﻠﻬﺎ
ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﺍﺭ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ .
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻨﺒﺎﺕ ﻳﻈﻬﺮ ﺫﻟﻚ ﺑﺸﻜﻞ ﺣﺎﻡ
ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻀﻮﺋﻲ. ﻛﻤﺎ ﺃﻥ
ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻧﻤﺎﻃﺎ ﺳﻠﻮﻛﻴﺔ ﺗﺤﺪﺙ ﺳﻨﻮﻳﺎ
ﻭﺗﻌﺮﻑ ﺑﺎﻹﻳﻘﺎﻉ ﺍﻟﺴﻨﻮﻱ ﻭﻣﺜﺎﻝ ﺫﻟﻚ
ﻫﺠﺮﺓ ﺍﻟﻄﻴﻮﺭ ﺧﻼﻝ ﻓﺼﻞ ﺍﻟﺨﺮﻳﻒ .
ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﺗﻠﺪ ﻓﻲ
ﻓﺼﻞ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ. ﻭﻛﻤﺎ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺃﻥ
ﺍﻟﺘﻐﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﻣﺜﻞ ﻗﺪﻭﻡ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺃﻭ
ﻃﻮﻝ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺤﻜﻢ
ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻟﺪﻭﺭﻱ
ﻟﻠﻜﺎﺋﻨﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺔ.
ﻟﻜﻦ ﺍﻷﺑﺤﺎﺙ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺟﺮﺍﻫﺎ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ
ﺃﺛﺒﺘﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻹﻳﻘﺎﻋﻲ ﻳﺴﺘﻤﺮ
ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻭﺙ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﻏﻴﺎﺏ
ﺍﻟﻤﺆﺛﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﻬﺎ. ﻓﺤﻴﻮﺍﻥ
ﺍﻟﺴﻠﻄﻌﻮﻥ ﺍﻟﻼﻫﻲ ﻳﻜﻮﻥ ﺩﺍﻛﻦ
ﺍﻟﻠﻮﻥ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻭﻓﺎﺗﺢ ﺍﻟﻠﻮﻥ ﺧﻼﻝ
ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻗﺘﺮﺡ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ
ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻹﻳﻘﺎﻋﻲ ﻳﺨﻀﻊ ﻟﺘﺤﻜﻢ
ﺣﻮﺍﻓﻆ ﺯﻣﻨﻴﺔ ﺍﻋﺮﻑ ﺑﺎﻟﺴﺎﻋﺎﺕ
ﺍﻟﺒﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ. ﻭﻫﻲ ﺳﺎﻋﺔ ﺩﺍﺧﻠﻴﺔ
ﻓﻄﺮﻳﺔ ﺗﺴﻴﺮ ﺫﺍﺗﻴﺎ، ﻟﻜﻦ ﻳﻌﺎﺩ
ﺿﺒﻄﻬﺎ ﺑﻤﺆﺛﺮﺍﺕ ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ، ﻓﺄﻧﺖ ﻣﺜﻼ
ﺇﺫﺍ ﺳﺎﻓﺮﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ
ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﺖ 9 ـ 7
ﺳﺎﻋﺎﺕ. ﻓﺈﻧﻚ ﺳﺘﺠﺪ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﻓﻲ ﺃﻥ
ﺗﺨﻠﺪ ﻟﻠﻨﻮﻡ ﻓﻲ ﻟﻴﻞ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ
ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺎﺑﻞ ﻧﻬﺎﺭ
ﺍﻟﻜﻮﻳﺖ. ﺣﻴﺚ ﺇﻥ ﺳﺎﻋﺘﻚ ﺍﻟﺒﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ
ﻣﻀﺒﻮﻃﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻗﻴﺖ ﺍﻟﻜﻮﻳﺖ
ﻭﻳﺴﺘﻐﺮﻕ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﻀﻌﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﺣﺘﻰ
ﺗﻌﺪﻝ ﺳﺎﻋﺘﻚ ﺍﻟﺒﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺿﺒﻂ
ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻗﻴﺖ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ
ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻟﻜﻦ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ
ﻧﺘﺬﻛﺮ ﻣﺮﺓ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﺍﻟﻌﺼﺒﻲ
ﻭﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﺍﻟﻬﺮﻣﻮﻧﻲ ﻣﺸﺘﺮﻛﺎﻥ ﻓﻲ
ﺍﻟﺘﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻧﻤﺎﻁ ﺍﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺔ
ﺍﻹﻳﻘﺎﻋﻴﺔ .