ﺍﻟﻘﻨﺎﻋﺔ ﺛﻮﺏ ﺍﻟﻐﻨﻰ !! ..
ﻣﻨﺬ ﺃﻥ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺇﺧﺮﺍﺝ
ﺃﺑﻮﻳﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻌﻴﻢ ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ
ﻭﻫﻨﺎﺀﺓ ﺍﻟﺒﺎﻝ، ﻭﻻﺯﺍﻟﺖ ﺍﻟﻌﺪﺍﻭﺓ ﺑﻴﻨﻨﺎ
ﻭﺑﻴﻨﻪ ﻻ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﺃﺑﺪﺍ، ﻓﻜﻢ ﻣﻦ
ﺷﺨﺺ ﺻﺎﻟﺢ ﻣﻬﺘﺪٍ ﺃﺿﻠﻪ! ﻭﻛﻢ ﻣﻦ
ﺑﻴﺖ ﺁﻣﻦ ﺭﺍﺋﻊ ﻫﺪﻣﻪ! ﻭﻛﻢ ﻣﻦ ﺃﺳﺮﺓ
ﻣﺴﺘﻘﺮﺓ ﻣﻄﻤﺌﻨﺔ ﺃﺗﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺷﺮﺩ
ﺃﻫﻠﻬﺎ !!
ﺭﻭﻯ ﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ
ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ» :ﺇﻥ
ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻳﻀﻊ ﻋﺮﺷﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﺀ، ﺛﻢ
ﻳﺒﻌﺚ ﺳﺮﺍﻳﺎﻩ، ﻓﺄﺩﻧﺎﻫﻢ ﻣﻨﻪ ﻣﻨﺰﻟﺔ
ﺃﻋﻈﻤﻬﻢ ﻓﺘﻨﺔ؛ ﻳﺠﻲﺀ ﺃﺣﺪﻫﻢ
ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﻓﻌﻠﺖ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ، ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﻣﺎ
ﺻﻨﻌﺖ ﺷﻴﺌﺎ!! ﻗﺎﻝ: ﺛﻢ ﻳﺠﻲﺀ
ﺃﺣﺪﻫﻢ، ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﻣﺎ ﺗﺮﻛﺘﻪ ﺣﺘﻰ
ﻓﺮﻗﺖ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻣﺮﺃﺗﻪ. ﻗﺎﻝ: ﻓﻴﺪﻧﻴﻪ
ﻣﻨﻪ، ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﻧَﻌﻢ ﺃﻧﺖ. ﻗﺎﻝ:
ﻓﻴﻠﺘﺰﻣﻪ .«
ﻭ ﺇﻥ ﺃﻋﻈﻢ ﺍﻷﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺪﺧﻞ ﻣﻨﻬﺎ
ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ؛ ﻹﻳﻘﺎﻉ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ،
ﻭﺗﻜﺪﻳﺮ ﺻﻔﺎﺀ ﻧﻔﻮﺳﻨﺎ، ﻫﻮ ﺍﻟﻄﻤﻊ
ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﺮﺿﺎ ﺑﻤﺎ ﻗﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻨﺎ، ﻓﺎﻟﻠﻪ
ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻭﺩﻉ ﺑﻜﻞ ﻧﻔﺲ ـ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﺮﺭ
ﺍﻟﻤﻔﺴﺮﻭﻥ ﻭﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ـ ﺑﺬﻭﺭ
ﺍﻟﺨﻴﺮ، ﻭﻣﻨﻬﺎ: ﺍﻟﻘﻨﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﺮﺿﺎ. ﻛﻤﺎ
ﺃﻭﺩﻋﻬﺎ ﺑﺬﻭﺭ ﺍﻟﺸﺮ، ﻭﻣﻨﻬﺎ: ﺍﻟﻄﻤﻊ
ﻭﺍﻟﺠﺸﻊ، ﻣﺼﺪﺍﻗﺎ ﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ:
"ﻭﻧﻔﺲ ﻭﻣﺎ ﺳﻮﺍﻫﺎ، ﻓﺄﻟﻬﻤﻬﺎ
ﻓﺠﻮﺭﻫﺎ ﻭﺗﻘﻮﺍﻫﺎ"ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺸﻤﺲ ،
ﻓﺄﻳﺘﻬﺎ ﺣﻈﻴﺖ ﺑﺎﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﻭﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ
ﺗﻨﻤﻮ ﺷﺠﺮﺗﻬﺎ ﻭﺗﺘﺮﻋﺮﻉ، ﻓﺈﻣﺎ ﻇـﻞ
ﻇﻠﻴـﻞ ﻭﺛﻤـﺮ ﻃﻴﺐ ﻭﺭﻏـﺪ ﻭﻫﻨـﺎﺀ ،
ﻭﺇﻣﺎ ﻟﻈﻰ ﻭﺷﻮﻙ ﻭﺛﻤﺮ ﻣﺮ ﻭﻗﻠﻖ
ﻭﺷﻘﺎﺀ.
ﻗﺎﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ» :ﻗﺪ ﺃﻓﻠﺢ
ﻣﻦ ﺃﺳﻠﻢ، ﻭﺭُﺯﻕ ﻛﻔﺎﻓًﺎ، ﻭﻗَﻨَّﻌﻪ ﺍﻟﻠﻪ
ﺑﻤﺎ ﺁﺗﺎﻩ« ﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ .
ﻓﻘﻂ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻘﻬﺮ ﻏﺮﺳﺔ ﺍﻟﻄﻤﻊ
ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺳﻨﺎ، ﻟﻨﻜﻮﻥ ﺃﻏﻨﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﺭﺿﺎ ﻭﻗﻨﺎﻋﺔ ﺑﻤﺎ ﻟﺪﻳﻨﺎ، ﻭﺃﻥ ﻧﺘﺄﻣﻞ
ﻓﻀﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻨﺎ، ﻭﻧﻤﻌﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ
ﻛﻞ ﻣﺎ ﻭﻫﺒﻨﺎ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ؛ ﻟﻨﺠﺪ ﻓﻴﻀﺎ
ﻋﻤﻴﻤﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻌﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ
ﻟﻬﺎ ﺣﺼﺮﺍ: ﺑﺪﺀًﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ ﺍﻟﺬﻱ
ﻧﺘﻨﻔﺲ، ﻭﺍﻟﻤﺎﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺸﺮﺏ ،
ﻭﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻬﺎ ﻧﺘﻤﺘﻊ؛ ﻭﺍﻧﺘﻬﺎﺀ
ﺑﺎﻟﺮﺯﻕ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻐﻤﺮﻧﺎ، ﻭﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﻀﻤﻨﺎ، ﻭﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻈﻠﻨﺎ، ﻭﺻﺪﻕ
ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ " :ﻭﺇﻥ ﺗﻌﺪﻭﺍ ﻧﻌﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻻ
ﺗﺤﺼﻮﻫﺎ" ﺳﻮﺭﺓ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ.
ﻭ ﻗﺪ ﺃﻧﺸﺪ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ
ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻘﻮﻝ:
ﻭﺟﺪﺕ ﺍﻟﻘﻨﺎﻋﺔ ﺛﻮﺏ ﺍﻟﻐﻨﻰ
ﻓﺄﻟﺒﺴﻨﻲ ﺟﺎﻫﻬﺎ ﺣﻠﺔ
ﻓﺼﺮﺕ ﻏﻨﻴﺎ ﺑﻼ ﺩﺭﻫﻢ
ﻓﺼﺮﺕ ﺑﺄﺫﻳﺎﻟﻬﺎ ﺃﺗﻤﺴﻚْ
ﻳﻤﺮ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻭﻟﻢ ﺗﻨﺘﻬﻚُ
ﺃﻣﺮ ﻋﺰﻳﺰﺍ ﻛﺄﻧﻲ ﻣﻠﻚْ