شرح قصيدة
صوت صفير البلبل للاصمعي
أولا --- هذه القصيده كانت مكتوبه لتعجيز الخليفه (ابو جعفر المنصور ) عن حفظها لانه كان يحفظ القصيدة من اول مرة يسمعها
ثانيا ---- هذه القصيده ملونه الموضوعات
بسم الله الرحمن الرحيم
*(صوت صفير البلبل هيج قلبى الثمل-- الماء و الزهر مع ..مع زهر لحظ المقل )
وصف الاصمعى حاله قلبه بال_ثمل_ كنايه عن عذابه فى حبّه
*(وانت يا سيد لى وسيدى و موللى )
انتقال من موضوع الى اخر
وهنا يمجد الخليفه بذكره اربعه الفاظ لها نفس المعنى
سيدا لى و سيدى ومولاً لى " اطناب"
فكم فكم تيَّمَنِي ***** غزيل عقيقلي
أي كم تيمني (جعلني مغرم) غزال (تشبيه للمراة) عقيقلي (حمراء الخدود مثل لون العقيق الأحمر).
قطفته من وجنة ***** من لثم ورد الخجل
تشبيه آخر اللون الأحمر في الخدود كالورد ويقول انه قطفه (أي ان المرأة أعجبت به أيضا)، وان هذا اللـّون الأحمر جاء من الخجل، طبعا لأنه أعجبها!!!
وتفسير البيتين، انه وقع في غرام امرأة حلوة و رشيقة كالغزال، عندما رأته احمرّت خدودها من الخجل فعلم انها أعجبت به مثلما أعجب هو بها.
فقالت لا لا ولا لا ***** وقد غدى مهرول
يعني ان المرأة لا تريد ان تقع في الحبّ فقالت لا لا و لالا (اطناب وتأكيد الرفض) وهربت راكضة من المكان
بالمناسبة، الخليفة المذكور في الرّوايات عن هذه القصيدة هوالخليفة العباسي أبو جعفر المنصور.
*(و الخود مالت طربا .... من فعل هذا الرجل.. فولولت وولولت ولى ولى يا ويل لى )
ووهنا عاد الى الموضوع الاول وهو الحبّ و الغزل
و الموضوع .... انه دخل على حبيبته فى الحديقه فعندما رأته احمر خديها من الحياء و الفرح فأخذت تولول و تدعو بالويل ان احد رأها فى هذا الموقف
*(فقلت لا تولولى وبينى اللؤلؤ لى)
وهنا يطمأنها الحبيب ويسكن من روعها المصطنع و المزعوم ويطلب منها ان تطمأن وان تضحك و تبين بياض اسنانها عند الضحك "غزل صريح"
* (قالت حين كذا انهض وجد بالمقل )
فقالت له حين ذاك اذهب و تقدم لخطبتى و انهي الأمر مع اهلى
==== و تريد ان تستقدم همته بان تقلقه عليها وان الخطاب كثيرون
و تقول له
*( و فتيه سقوننى قهوه كالعسلل )
وكان هناك فتيه قد قدموا لها قهوه تصف طعمها بالعسل كنايه عن جمال المذاق
*(شممتها بأنفى اذكى من القرنفل )
كنايه عن جمال الرائحه وتم التشبيه بالقرنفل لجمال الرائحه
*(فى وسط بستان حلى .... بالسعد والسرور لى )
وكان هذا المقهى فى وسط بستان جميل ادخل البهجه الى قلبى
*( و العود دن دن دن لى )
وهنا تصف صوت دندنه العود الموسيقيه
* (والطبل طب طب طب لى )
وتصف ايضا صوت طبطبه الطبله
*(طبطبطب طبطبطب طبطبطب طبطب طب لى )
وهنا "اطناب " فى وصف صوت الطبله
=== وهذا اعلى مراتب الشعر فقد وصف الطبله وانت عندما تقرء تحس انك تسمعها وكذلك العود
=== والتخصيص فى _لى _ لـتـُـثـيـر الغيره بداخل حبيبها
*(و السقف قد سق سق سق سقلى )
*(شوا شوا و شاهش )
*(على ورق سفرجل)
وهنا توصف صوت التعريشه (السقف ) للمقهى التى كانته فييه
وكان السقف مصنوع من نوع من الاشجار عندما تتلاعب به الرياح يصدر صوت ورق السفرجل عندا تضرب عليه (شوا شوا وشاهش )
=== وهى كنايه عن ترابط الموسيقى للعود والطبله مع صوت الرياح وتشبيه بليغ
فى وصف الرياح كأنها تتراقص على انغام الموسيقى
ثم ينتقل الى موضوع اخر
*(وأخذ القِمر يصيح ملل ٍفى ملل )
وهيا كنايه عن كره اهل المدينه له
ثم يبدأ بوصف حادثته
*(ولو ترانى راكبا على حمار اهزل)
*(يمشى على ثلاثه كمشيه العرنجل)
وصف للحمار انه لا يصلح لشيء
وتشبيه بليغ شبه فيـه الحمار بالاعرج
*(و الناس ترجم جملى )
*(فى السوق بالقلقلل)
وهنا يعود ليصف حماره بالجمل لانه رد عنه بعض الاذى من الناس التى فى السوق وكانت ترجمه بالقلقلل
وهنا قلقلل ----- معناها قلاقيل الطوب
*(و الكل كع كع كعكع ... خلفى ومن حويللى )
كنايه عن كثرا الناس ---
كع كع كعكع---- جريا
*(لولا ذهبت هاربا الى لقاء ملك معظم مبجل )
مدح للخليفه
*(يسكن فى قلعه حمراء كالدمدملى)
تشبيه حـُـمرة القلعه بالدم
*(اجر فيها مبغددا للذيل )
وهنا يصف حاله نقيض عند الملك حتى يجعل الملك يحترمه ويقدره
وان الناس كانوا قد اسائوا اليه
*(انا الاديب الالمعى ..من حي ارض الموصلى ...نظمت قطعا زخرفت يعجز عنها الادبل )
اعتزاز بنفسه و تمويه الى اسمه الأصلى بلفظه(الالمعى)وهى قريبه من (الاصمعى) او ليشبه نفسه بالنجم فى لمعانه
ويقول _نظمت قطعا زخرفت يعجز عنها اديب الادباء _
وهي صيغه تحدى عاليه الجوده شديده الادب
يستطيع ان يتبين من عين الخليفه حقيقه الامر عند قولها
*(اقول فى مطلعها صوت صفير البلبل )كنايه عن يسرها و سلاستها
_السهل _الممتنع_
====و نتعلم من هذه القصيده مدى قدره العرب على تطويع الالفاظ
و الاتيان بالتعبيرات و التشبيهات و الكنايات و الاوصاف
==== كما نتعلم مدى حرص خلفاء الدوله على اموال دولتهم وخوفهم على المصلحه العامه
وذكائهم فى اتخاذ القرارات
***
"صوت صفير البلبل "ِ***
صَـوْتُ صَفِيْـرِ البُلْبُــلِ
هَـيَّـجَ قَلْبِـيَ الثَمِــلِ
الـمَاءُ وَالـزَّهْـرُ مَعَــاً
مَـعَ زَهـرِ لَحْظِ الـمُقَلِ
وَأَنْـتَ يَـاسَيِّــدَ لِـي
وَسَيِّـدِي وَمَـوْلَـى لِـي
فَكَـمْ فَكَـمْ تَـيَّمَنِــي
غُـزَيِّـلٌ عَـقَيْقَــلـي
قَطَّفْـتُ مِـنْ وَجْنَتِــهِ
مِـنْ لَثْـمِ وَرْدِ الخَجَـلِ
فَقَـالَ بَـسْ بَسْـبَسْتَنِـي
فَلَـمْ يَجُــــد بـالقُبَــلِ
فَـقَـــالَ لاَ لاَ لاَ ثم لاَ لاَ لاَ
وَقَــدْ غَـدَا مُهَــرْوِلِ
وَالـخُودُ مَالَـتْ طَـرَبَـاً
مِـنْ فِعْـلِ هَـذَا الرَّجُـلِ
فَوَلْـوَلَـتْ وَوَلْـوَلَــتُ
وَلي وَلي يَـاوَيْـلَ لِــي
فَقُـلْـتُ لا تُـوَلْـوِلِـي
وَبَـيِّنِـي اللُـؤْلُـؤَ لَـي
لَمَّـا رَأَتْـهُ أَشْـمَـطَـا
يُـرِيـدُ غَيْـرَ القُبَــلِ
وَبَـعْـدَهُ لاَيَـكْـتَفِـي
إلاَّ بِطِيْـبِ الوَصْلَ لِــي
قَالَـتْ لَهُ حِيْـنَ كَـذَا
انْهَـضْ وَجِدْ بِالنَّـقَـلِ
وَفِـتْيَـةٍ سَـقَـوْنَنِـي
قَهْـوَةً كَالعَـسَلَ لِــي
شَـمَمْتُـهَا بِـأَنْـفِـي
أَزْكَـى مِـنَ القَرَنْفُــلِ
فِي وَسْـطِ بُسْتَانٍ حُلِـي
بالزَّهْـرِ وَالسُـرُورُ لِـي
وَالعُـودُ دَنْ دَنْـدَنَ لِـي
وَالطَّبْـلُ طَبْ طَبَّلَ لِـي
طَب طَبِ طَب طَبِ
طَب طَب طَبَ لي
وَالسَّقْفُ قَدْ سَقْسَـقَ لِـي
وَالرَّقْـصُ قَدْ طَبْطَبَ لِـي
شَوَى شَوَى وَشَـاهِـشُ
عَـلَـى وَرَقْ سَفَرجَـلِ
وَغَـرَّدَ القَمْـرُ يَصِيـحُ
مِـنْ مَلَـلٍ فِـي مَلَـلِ
فَلَـوْ تَـرَانِـي رَاكِـباً
عَلَـى حِمَـارٍ أَهْــزَلِ
يَـمْشِـي عَلَـى ثَلاثَـةٍ
كَـمَشْيَـةِ العَـرَنْجِـلِ
وَالـنَّـاسُ تَرْجِمْ جَمَلِـي
فِي السُـوقِ بالـقُلْقُلَـلِ
وَالكُـلُّ كَعْكَعْ كَعِكَـعْ
خَلْفِـي وَمِنْ حُوَيْلَـلِـي
لكِـنْ مَشَيـتُ هَـارِبا
مِـنْ خَشْيَـةِ العَقَنْقِـلِي
إِلَـى لِقَــاءِ مَلِــكٍ
مُـعَظَّــمٍ مُـبَجَّــلِ
يَـأْمُـرُلِـي بِـخِلْعَـةٍ
حَمْـرَاءُ كَالـدَّمْ دَمَلِـي
أَجُـرُّ فِيـهَا مَـاشِـيـاً
مُـبَغْــدِدَاً لـلذيَّــلِ
أَنَـا الأَدِيْـبُ الأَلْمَعِـي
مِنْ حَـيِّ أَرْضِ المُوْصِـلِ
نَظَمْـتُ قِطَعاً زُخْرِفَـتْ
يَعْجَـزُ عَنْهَا الأَدْبُ لِـي
أَقُـولُ فِـي مَطْلَعِـهَـا
صَـوْتُ صَفيـرِ البُلْبُـلِ
لكم مني اجمل تحية