هدى أحمد المشرفه العامه
عدد المساهمات : 65 تاريخ التسجيل : 26/10/2011 الموقع : galf
| موضوع: مؤتمر الشعبي وتبريرات التحالف مع الشيوعيين السودانيين الإثنين ديسمبر 26, 2011 2:41 pm | |
| مؤتمر الشعبي وتبريرات التحالف مع الشيوعيين السودانيين 2/2 22/12/2011 16:38:00 حجم الخط: د. عارف عوض الركابي [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ثم قال مسؤول التنظيم بحزب المؤتمر الشعبي في سياق تبريراته لتحالفهم مع الشيوعيين : إجابة على سؤال صحيفة آخر لحظة : (إذاً الشيوعيون في السودان الآن يؤمنون بالله واليوم الآخر؟) فأجاب : (الإيمان في القلب..أنا أتحدث عن «الظاهر» والظاهر أنهم يريدون حرية وديمقراطية، وهذا ما يجمعنا معهم) قلت : قوله : الإيمان في القلب هو (حيدة) عن الإجابة التي يجب أن تكون واضحة وضوح السؤال ، فالإيمان قول وعمل واعتقاد ، فنطق الشهادتين من الإيمان والصلاة من الإيمان وإماطة الأذى عن الطريق من الإيمان وتحكيم الشرع من الإيمان و(موالاة الله ورسوله) من الإيمان ، و(عدم تبديل شرع الله) من الإيمان ، والبراءة من المذاهب الهدامة من الإيمان ...خاصة التي قامت في أصلها باعتبار أن الدين أفيون الشعوب !! وغير ذلك !! ، وقوله : (إنهم يريدون حرية وديمقراطية) ، فقد سبق بيان أن من أبرز مظاهر الاشتراكية الشيوعية هو التسلط على الحريات الفردية والمنع من التملك الفردي بدعوى (الملكية العامة) ، وهو شيء يتعلق بأخص خصوصيات الإنسان وهو (ما يملكه وما يقتنيه) وثمرة جهده وتعبه ، وقول السنوسي عن الشيوعيين (وهذا ما يجمعنا معهم ) يتناقض بجلاء مع قوله في نفس الحوار وبذات الصفحة : (لماذا الإصرار على أنه تحالف؟ إنه اتفاق وتآلف فكري، بالحوار يمكن فعل كل شيء ، الرسول صلى الله عليه وسلم تحالف مع بعض قبائل قريش الكافرة وأسلمت فيما بعد ، فهذا التقارب الفكري هو الذي سيقود إلى أسباب الهداية) ، أقول : فليثبت السنوسي على جانب واحد من هذه الجوانب ولا يأتي بهذه المتناقضات !! هل الأمر هو (تحالف) كما كرر كثيراً في هذا اللقاء وأنه اجتماع و(تآلف فكري) على أمور مشتركة وهو الواضح المعلن منهم ؟! باعتبار أنهم والشيوعيين قد التقوا نتيجة لتقدمهم كما في تصريح شيخهم الترابي الذي سيأتي ، أم أنه طريق وسبيل للتقارب مع الشيوعيين لأجل (هدايتهم) كما يشير أيضاً السنوسي هنا ؟! فقد تناقضت التبريرات تناقضاً جلياً حتى إنه ليبعث بالشفقة على من صدرت منه تلك التناقضات الواضحة فضلاً عن من يراد إقناعه من الأتباع و(المتعاطفين) المستهدفين بهذه التبريرات ، ثم إنه إن كان كما يقول إنه (بالحوار) يمكن فعل كل شيء ، فيمكن الوصول لكل شيء ومع ألد أعداء الأمس (الذين كانوا خصوماً في المنابر بالألسن ، وخصوماً بالتشابك بالأيدي وبضرب العصي والسيخ!!) ، فلماذا لا يكون ذلك مع من هم أقرب إليكم في (أفكاركم) ؟! فما يجمعكم بمن تفجرون في خصومتهم الآن (خصماء اليوم أصدقاء وإخوة الأمس) أكبر ــ بل لا يقارن ــ بما يجمعكم بخصومكم السابقين (أعداء الأمس حلفاء اليوم) .. ثم التناقض الآخر في قول السنوسي : (فهذا التقارب الفكري هو الذي سيقود إلى أسباب الهداية) وقوله أيضاً : (إذا افترضنا أن الشيوعيين كفاراً من الذي سيهديهم إلى الدخول إلى الإسلام؟ نحن كحركة وإسلاميين هذا هو دورنا ) إذاً هو يبرر لهذا (التحالف) والاتفاق بأنه سيقود إلى (هداية) الشيوعيين ، وقد علقت في الحلقة الماضية على قول السنوسي التالي : (فالشيوعيون لم يعودوا هم الذين كانوا في روسيا وليس هم من يقولون الدين خرافة وغيره من أفكارهم، فهم الآن يصلون معنا وينادون بمبادئنا..) وقال أيضاً : (زُج ببعض من إخواننا في سجن كوبر، وكان معهم صديق يوسف عضو اللجنة المركزية بالشيوعي فعندما رأوه نفروا منه وابتعدوا، إلا أنهم رأوه يصلي وحده فجعلوه إماماً لهم فيما بعد،) ، إذاً فأي هداية يريد السنوسي أن يصل الشيوعيين بها ؟! طالما أنه يقول إن الشيوعيين يصلون معهم و(ينادون) بمبادئهم ، بل ويؤمّون في الصلاة بعض (إخوانهم) ؟! بل إن السنوسي ذهب لأكثر من ذلك عندما قال : (ما تركته الشيوعية لإصلاح الشعب الروسي هو إنساني لا يمنع المسلم أن ينشد الحكمة أينما وجدها) فالسنوسي يلتمس (الهدى) من الشيوعية في بعض الجوانب ،وقد سبق في الحلقة الماضية التعليق على قوله هذا ، وهو يناقض ما قاله في العبارة السابقة ، فهو يشهد أنهم ينادون بنفس مبادئهم وفي ذات الوقت يبرر بأنهم يسعون لهدايتهم !!! مما يوضح تهافت هذه التبريرات وتناقضها ، وعدم واقعيتها . ثم قال : (ومن تحدث عن تحالفنا مع الشيوعيين هو المؤتمر الوطني وقصد به التشويش وعزّ عليهم أن يروا هذا التحالف) قلت : ليس هو المؤتمر الوطني فقط وإنما تناول هذا التحالف كثيرون من غير المؤتمر الوطني ، وإن كان لم يعد من المستغرب لدى الكثيرين أن يصدر من حزب المؤتمر الشعبي أو غيره من كثير من السياسيين في بلادنا مثل هذه المواقف ، لكن الاستغراب كان يعود لعدم جدوى هذا التحالف مع حزب ليس له من الوجود أو التأثير شيء يذكر ، أو شيء ينتفع به من يتحالف معه لتحقيق هدفه وهو الوصول للسلطة ، فإن المبادئ الشرعية والثوابت الدينية لا تراعى في مواقف زعيم هذا الحزب د.حسن الترابي ولا في تصريحاته المتتالية ، ولكن (الضياع) في تقدير الأمور لهذه الدرجة بأن وصل بهم الحال للتحالف مع الشيوعيين هو ما استغرب له الكثيرون كما استغربوا لتهافت التبريرات لهذا التحالف الذي لم يراعِ الأتباع فضلاً عن غيرهم !! وهذا الموقف يذكرني قول أحد العلماء المنشور قديماً في رده على الترابي عندما قال : (الترابي لم يفلح في محاربة ما سمّاه بالشرك الشعائري التقليدي ، كما أنه لم يفلح في ما أظهر أنه يجيده وأنه متفرغ له وهو ما يسميه الشرك السياسي) . ثم قال السنوسي : (فالشيوعيون قوة نشطة وفاعلة) قلت : أين هذه القوة وأين نشاطها وفاعليتها ؟!أين مظاهرها ؟! وأين مدلولاتها؟! وأين آثارها ؟! ومع عدم رؤيتنا لشيء من ذلك إلا أنه يقال : وهل هذه هي التي باتت مقومات التوفيق والنجاح في نظركم ؟! أين (التقوى) و(القوي الأمين) (وإنني شعب رسالي) وأين هتاف : (مسلمٌ قالت جموعي لست بعثي لا شيوعي) وأين ما كنتم ترددون وأنتم في نشوات إيمانية بقولكم : (قد عشقت البندقية وهاتفاً عندي قضية سحق حزب الماركسية إنه حزب ضلالي)!!! وأين نشيدكم (إنا سلكنا طريقاً قد خبرناه) وأين (في سبيل الله قمنا نبتغي رفع اللواء)؟! وغير ذلك .. من كان يتوقع أن نعيش فترة ليست طويلة حتى نرى منظري وزعماء وقادة تلك الشعارات يلتمسون القوة والفاعلية في بقايا من كانوا في أحسن أحوالهم يفوزون بثلاثة أو أربعة مقاعد في الانتخابات من أتباع ماركس ولينين ومن (المخمومين) بتلك الأفكار التي نبذها المجتمع بفطرته ؟! ثم قال السنوسي : (وإن عابوا علينا ذلك أليس هم من تعاونوا مع الحركة الشعبية التي جاءت انطلاقاً من الماركسية وجعلوا من د.قرنق نائباً أول «أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم..») قلت : وهل أفعال وتصرفات الأفراد أصبحت هي المرجعية لديكم ؟! فهل أنتم تستدلون بما ترون أنه خطأ وأعياكم أن تجدوا تبريرات مقبولة له فتستدلون به لتبرير أخطائكم ؟! إذاً لماذا الخصام من قبلكم طالما أنتم تقعون في نفس الذي تخطئون به غيركم ؟! وهل هذا الاستدلال يقتنع به السنوسي في شخصه أو المؤتمر الشعبي قبل أن يكون سياقه لأجل تبرير هذا التحالف مع أتباع الماركسية اللينينية الذين ننتظر منهم تأكيداً وإثباتاً أو نفياً لما ذكره (الشيخ) السنوسي عنهم من أنهم يصلون وأنهم ليسوا كالشيوعيين الروس في نظرتهم وتقييمهم للدين .. هذه تعليقات موجزة على التبريرات التي ذكرها السنوسي مسؤول التنظيم بالمؤتمر الشعبي بشأن تحالفهم مع الشيوعيين . وأما شيخهم الترابي فقد نشر له بصحيفة الصحافة الصادرة في اليوم الأول من ديسمبر الجاري قوله : (والآن كلنا كفرنا بالعساكر، أي لا تأتي بعسكري إسلامي يستلم لك الحكم وإنما عن طريق الشعب، ثورة شعبية، استعمل القوة بالشعب وليس بالسلاح، لأنه لا إكراه في الدين، في كل علاقات الدين ووسائله وأساليبه وهكذا، فنحن الآن أصبحنا قريبين جدا من اليسار، الحزب الشيوعي الآن اقرب حزب لنا، وهذا طبيعي لأن فكرهم تطور، عموما، النزع الإسلامي فكره تطور والنزع الشيوعي فكره تطور، التقوا على مبادئ، فكرة اللامركزية وجدناها مطبقة في دولة المدينة، فكرة حكم الشعب فقط لا يحكم طاغية ولا ميراث ولا سلف موجودة في الدين أصلا ولكن قتلوها الخلفاء التلفاء من معاوية ولقدام جعلوها وراثية)أ.هـ قلت : وفي كلام الترابي يتضح ما يلي : أن الغاية والهدف لديهم هو السلطة لا شيء غير ذلك وهو تأكيد منه لما هو معروف ،فالوسيلة أصبحت غاية دون حياء ولا خجل !! وأنه يبين أنهم قريبون بل (قريبون جداً) من الشيوعيين وأن الحزب الشيوعي هو (الأقرب لهم)!! وأن أفكارهم وأفكار الشيوعيين قد (تطورت) ، وأنه يريد حكم الشعب !! ولا أدري هل هذا الرجل لا يزال حتى الآن لا يعرف رأي الشعب فيه وفي الشيوعيين الذين تحالف معهم ؟! والله إنه لشيء غريب لدرجة الحيرة !! ومع حكايته ودعواه أن الشيوعيين قد (تطوروا) إلا أنه يقول عن الخلفاء في عهود الإسلام الزاهرة ويصفهم بــ (التلفاء) وينال من معاوية وهو صحابي كريم صحب نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم ، وهو أحد كتاب الوحي ، ألا فليعلم من بقي ممن يتبعون الترابي وأتباعه عن أي دين ومبادئ زعماؤهم يتحدثون !! ومن العجائب أني اطلعت على تعليقات بعض الشيوعيين في بعض المواقع على كلام السنوسي السابق فرأيت براءتهم منه ، وقرأت عبارات سب وشتم وعدم رضاء عن السنوسي ومبرراته ويؤكدون أنهم على مبادئهم ويصفون السنوسي وحزبه بالتلون ، فلا أدري هل هذا التحالف هو على مستوى القيادات فقط حتى الآن وليس هناك تنوير (مشترك) لأتباع الحليف (القريب جداً) منهم في الوقت الراهن .. ؟! فاللهم رحماك بنا وببلادنا والطف بنا يا لطيف. [img]عارف عوض من قول من sudanese online fjhvdo بتاريخ 22 ديسمبر2011 | |
|