هدى أحمد المشرفه العامه
عدد المساهمات : 65 تاريخ التسجيل : 26/10/2011 الموقع : galf
| موضوع: أجمل ما قيل عن السودان.. الإثنين ديسمبر 26, 2011 1:58 pm | |
| [[center]align=center يخاطبه رئيس المؤتمر حدثنا عن السودان يا شافيز. بس بدون قلة حيا. يقول: من أين أبدأ سيدي الرئيس؟.. بالله قل لي بصراحه، بصراحه. من أين أبدأ.. بالخرطوم؟.. وما أدراك ما الخرطوم!... فهي العاصمة الأجمل في العالم. فمن غيرها يلتقي عنده أنهارٌ ثلاثة على جزيرة. يسمرون ويستريحون من وعثاء السفر. جزيرةٌ لو أُبدِلنا بترابها ذهباً لما رضينا. وأي أنهار!.. إنها النيل وابناه الأبيض والأزرق، وثلة من الأحفاد. حدثني جدي. قال، عندما هبطنا من الجنة، طلبنا من المولى أن يمنحنا ما يذكرنا بالجنة، فننصلح ونتوب. فوهبنا الكوثر. قلنا، ليته النيل. فكان. يسميه بعضنا سليل الفراديس. أما أنا فأسميه منبع الفراديس. هنا، عندما يُغضِبُ الرجل زوجته، تشكوه إلى النيل، فيعود إليها معتذراً. قالوا للأنهار، اختاري أميراً. فاختارت النيل.. وسألوا للنيل ، اترغب في أميره؟.. قال الخرطوم.. ولا أجمل من الخرطوم إلا الجنوب. تخيل مساحةً تُعادل عشر دول، يظللها الغمام الماطر، وتغطيها الغابات، وتجري من تحتها أنهارٌ لا نعرف أسماءها لكثرتها، تعج بالأفيال، والجاموس، والزراف، وحيوان آخر له قرن واحد، لا نذكره خوفاً عليه من أصحابنا. أما الثمار، فقطوفها دانية لا مقطوعة ولا ممنوعة. والعسل!.. من يشتري العسل؟!. وجوبا. وأنا منها وإن كنت أخفي ذلك مخافة العين. ما أجمل المدائن السابحات سبحا، غمامتان تحتها، والأقمار فوقها ثمانية !. ويامبيو، وأنذازا، يا لفتيات المطر.. أين ما ذهب الغمام، إليهن يعود للسمر، ويحكي قصة.. كان لنا بيت في واو، جوار سوق الجو، يُسمى ميز المنقا. وكانت لنا شجرة منقا صغيرة. تغطي البيت، والمدرسة، وتطل على الجيران. وكنا في عراكٍ دائمٍ معهم. يأتوننا محتجين، يرموننا بالثمار، فنرشقهم بالثمر. وذلك، لأن شجرتنا، ودون أن نهز منها الجزع. تُساقِط الثمرَ عليهم جنيا. فيصاب الأطفال، وتتسخ البيوت، ومن لذتها تجلب الذباب. وجارتنا حبوبة انجلينا. والتي كانت تصلي لها ولنا في كنيسةٍ معبد، ونصلي لنا ولها في مسجدٍ معبد. وفي إفطار رمضان تأتينا بالبليلة والعسل، وبشيءٍ أبيض في حلةٍ يُشرب. تقول لنا اشربوا يا أولادي. نقول لها، رمضان يا حبوبة انجلينا. تقول اشربوا. فنشرب. من يرد هدايا حبوية انجلينا؟.. من ردّ هداياها، وكسر بخاطرها، وإن صلى وصام، فذي لا ترضي الرب، وصام صيام الضب. إن رأيت في منامك أنك تسير وسط غابة يظللها غمام ماطر، وتجري من تحتها الأنهار، والثمار قطوفها دانية لا مقطوعة ولا ممنوعة، والأزهار من حولك الشذى يفوح، والنسيم عليل، وللعصافير ضجة، والفراشات نشوى. تتجول بقربك أفراس البحر، والأفيال، وإن أردت أن تتغدى، فالجاموس أم***، وإلا فالغزال، قل اللهم اجعله خير. فأنت في جنوب السودان. نحن الضيوفُ، وأنت ربُ المنزل. ولا أجمل من الجنوب إلا الغرب. "دارفور، وكردفان". دارفور!. وما أدراك ما دارفور!. سلوا بلبل.. قولوا يا بلبل، ما بال فتيتك حين غنوا " قل للمليحة في الخمار الأسود" في ذاك اليوم من الخريف، والسحاب ماطر، والنسائم سكرى، وأنت ما ودعت موجاً، إلا وجاءك موج؟.. لن يخبركم. فالأمر سر، وهو لا يفشي الأسرار.. من له وادٍ كوادينا غيرنا، ومن له فتية كفتيته غيره. وأزوم، قالوا، أتريدون نهراً؟. قلنا، ومن لنا برمل السمر، تحت ضوء القمر!. ونيالا، الفتاة الندية البهية. عاصمة غرب أفريقيا من بحر العرب إلى المحيط.. والجنينة. هنا لكل بيت جنينة، ولكل جنينة بيت. والفاشر الكبير، آخر المناضلين الشرفاء. وهنا جبل مرّة. عندما ترغب فتاتنا في الزواج، تزره. فيصطف الفتيان خاضعين، فتنتقي فتاها. كانت لنا جارةٌ حورية، مع أن أهلها من الناس. زارته وكنت في غفلة. فسألتها. قلت، يا جارة، من فتاك؟.. قالت، أسمر، طويل، وعيناه سود. فأدركت أنها تعنيني، وأنها فتاتي، وأنا فتاها. ومن مساويء الجبل، أن القمح، والبطاطس، والطماطم، تزرع بالمطر، والفواكه لا تجد من يأكلها. ومن مساويء دارفور وأهلها، أنهم يحسبونك فقيراً، إن كنت لا تمتلك من الماشية إلا مائة. فبعضهم يمتلكون ألفاً. ومن مساوئها ـ اللهم لا شماتة ـ أنك لا تأكل وحدك. في مرة، دخلت مطعماً, وأنا منها. وإن كنت لا أبوح بذلك مخافة العين. دخلت مطعماً، فقال لي النادل، انتظر حتى يأتي أحدهم فتأكلان معاً، وإلا فعيك بمطعم النساء. يا عيب الشوم.. ومن المساويء هنا، أن عدد الخيول العربية الأصيلة يفوق عدد السكان. أما المحاسن فقليلة. أبرزها أن أهلها لا عرب هم ولا أفارقة. فهم بين ذلك قواما. وكلهم، وقيل جميعهم مسلمون. إما كردفان، فما أقول في كردفان وفيها جبال النوبة، هنا الجنائن أم***، والجنائن من خلفك.. فأين المفر؟. وعاصمةٌ رمالها ذهب. "أبو قبه فحل الديوم". وأم روابة. امتلأت فراديس الجنة ففاضت هنا. ولو لا ذاك، لما كان ماء الفراديس حلوٌ، ولكان ماء أم روابه أحلى.. وأبو دكنه، مسكين ما سكنه. إن كنت تخاف على إصبعك، فلا تقرب ثمار الرهد. نصيحة لوجة الله.. أما شيكان، فهنا الأغصان فرسان، والفرسان أغصان، والخندق واحد، والعدو واحد.. وبارا، هنا للغنا، أهلٌ وبيت. ولا أجمل من الغرب، إلا الشرق. سواكن، درة البحر الأحمر وعروسه بضفتيه قبل أن تتقاعد. بقصرها الأثري، بغرفه التي تزيد عن أيام السنة بغرفة. وبورتسودان. ما أفشى البحر أسراره إلا لها، ولا صنع الناس السفن إلا من أجلها. تزورها كل البحار ليلاً. وفي الصباح، كأن شيئاً لم يكن. وحلايب.؟.!.. وأنا منها وإن كنت أخفي ذلك مخافة العين. يا حلايب، لو أني بحر، لأقمت جسور الورد، ليعبر كل غريب مثلك يبحث عن وطنه. ومدينتا كسلا والقضارف. وهما مدينتان يمنيتان. وإن كانتا لا تخلوان من بعض السودانيين. قالوا لنا، يا زول، والله أنتم تغنون كثيراً... قلنا،" هيا كان خاطركم". وبها القاش وتوتيل. ومن شرب من ماء توتيل عاد إليها وإن بعد حين. قابلت أحد الإخوة في المطار، وكانت وجهته الشرق. فسألته، ما معك؟.. قال، شربت من ماء توتيل. قلت، أعانك الله. أما القضارف، فحكايتها حكاية. وإن كانت لا تتجرأ على التباهي على أخواتها، إلا أنها تنتج من الحبوب والغلال، ما يكفي العرب، والأفارقة، وهندوراس، وعاد، وثمود، وياجوج، وماجوج. وهنا، رفاعة " أبو سن ". الحردلو، أمير أمراء شعراء السودان، وقاموس لهجتنا. فارسٌ، وشاعرٌ، وأمير. هنا يعرف الضامر الفارس. ولا أجمل من الشرق، إلا الشمال. هنا، ينساب النيل هادئاً، رزيناً، مطمئناً، يعبر مملكة مروي القديمة، يحيي فرعونها "ترهاقا". تلوّح له الأهرامات منتصبة بخشوع، وهو يتجه شمالاً، يحمل تحيات الملك لتلاميذه فراعنة مصر، وعلى الشط حدائق النخيل باسقة، وعبير الرياض يفوح، وعروس النيل تسأل. يا ضفاف النيل، ويا خُضر الروابي، هل رأيتن على الشط فتىً غض الإهاب؟ وشندي. هنا، إن أصابك البرد، بالفردة دفيناك، وإن افتريت حرقناك. والقرير، وأنا منها، وإن كنت لا أبوح بذلك مخافة العين. ومروي. يلا نمشي النيل، في أواخر الليل، يغني لينا جميل. بين رياض ونخيل.. ودنقلا،. ما ذكرت، إلا وكانت للمآذن من الشوق دمعة. يرمي الناس الأبدان فيخطئون، ونحن لنا الحدق. وعطبرة. هنا للحديد قلبٌ وعاصمة، وللنار فؤاد وحاضرة. أما الوسط، فما أقول عن الوسط، وهو واسطة هذا العقد النضيد. وهنا حلقة شيخٍ يرجحن.. يضربُ النوبةَ ضرباً فتئنُ.. وترنُ.. ثم ترفضُّ هديراً أو تجنُ.. وحواليها طبولٌ صارخاتٌ في الغبارِ.. حولها الحلقةُ ماجت في مدارِ.. نقزت ملء الليالي.. تحت راياتٍ طوال.. كسفينٍ ذي سوار.. في عبابٍ كالجبال.. وفتاة لونها الأسمر من ظل الحجاب.. تتهادى في شبابٍ وارتياب.. قد تحييك وتدعوك بأطرافِ الثياب.. وهي قيدٌ وانطلاق.. واضطرابٌ واتساق.. إن نأت عنا وأخفتها الديار.. فعروسُ المولدِ الحلوة جلاها التجار.. لبست ألوانها شتى أميره.. ما أحيلاها صغيره.. وقفت في كرنفال.. فوقَ عرشٍ دونه الحلو كنوزٌ ولألي.. من أساطيرِ الخيال. سادتنا الصوفيه. حكمة الحياد، وسلامة الفطرة.. ما قالوا تعال. وإن جئت علموك. وإن قلت معي؟.. قالوا، الله يولي من يصلح.. وهنا كوستي. أميرة المدائن. ما جلس منا اثنان يسمران، إلا وكان الغناء ثالثهما.. قلنا كوستي، وربك، وأبا؟!.. يا جماعه "دا كتير".. قال النيل، لا عليكم. فتوسط. وسنار، هنا كانت لنا حضارة لأجدادنا العنج، ثم لجدينا دنقس وجماع. ومن ذاك اليوم، وحتى اليوم، ما انكسر في السودان مسمار، إلا وفي سنار صلحه العمال. ومدني. هنا يعجز الوصف ويستحي الكلام ويأبى. سيدة شواطيء النيل. قال النيل لن آتي. قلنا معنا مدني فجاء. والدويم. أم الديوم السودانية. قالت دلعوني يا أولادي. قلنا الدويم. فكافأتنا ببخت الرضا. هنا تنبت الأقلام، ويزهر الورق. قبلة التعليم في أفريقيا والشرق.. قال معلمونا، شح الإمكانيات حجة العاجزين. فطفقنا نتخذ من الأشجار فصولا، ومن فحمها طبشورا، ومن سيقانها ألواحاً، ومن أوراقها وسائلاً، فأنجبنا معها أطباء، ومهندسين، وأدباء، ومفكرين، فسبقنا العالمين. إن وضعتَ كل هذا الجمال في سلةٍ واحدة، وطفت الكون شرقاً وغربا، فلن تجد له اسماً غير السودان. وما أدراك ما السودان!.. ما أدراك ما السودان!. قلب أفريقيا والعرب، وزاد العالم. ومن للأفارقة والعرب غير السودان؟.. ومن للعالم بكنز كالسودان. هذا المارد النائم يغفو؟ يوم حطّ المجدُ في الأرضِ دروبه عزم ترهاقـــا وإيمـــان العروبـه عربــــاً نحن حملنـــــاها ونوبـــه لأفريقيـــــا نمـــــد الأيـــــــدي أيــــــدي ســــلام صـــادق ونبيــــل ولما ينادي الوطـــن العربـــي نموت فيــه موت علــى كل دخيــل من غنى لأفريقيا والعرب كما غنينا؟ سألني أحد الأصدقاء، وهم كثر. مع أنه من النادر الجمع بين كثرة الأصدقاء وقلة المال. سألني، ما سر حبك للسودان؟.. قلت في نفسي،" ليت حبي ما انكشف". وأجبته تواضعاً، قلت، ذاك لأن أهل الجنة سودانيون لهم سودان، ونحن السودانيون ولنا السودان. قال، هذه واحدة بواحدة. قلت، وأنا أكثر تواضعاً، غير أننا شعب طيبٌ، قويٌ، أمين، وسوداننا كبيرٌ، غنيٌ، جميل. فصمت. ولو سألني، لأفشيت سراً. إن لم تكن منهم، فلا تقنط من رحمة الله.. أحسن عملك. فقد يكون مثواك جنة السودان، يوم لا ظل إلا ظله. " المتشعبطون دخولا". رواية قريباً..للامانة العلمية منقول عن منتديات الاذاعة السودانية | |
|