[center]
طُعُن الاُفق بأولِ شعاعٍ للشمس ..على امتدادِ بِساطٍ اخضر .. تراقصت حُبيباتُ الشعيرِ كشعرٍ اشقر .. والتفت حولها زهور الاقحــوان ..
وعُطرّت النسمات بشذى الزعُفران .. وبالرُغمِ من ان اسطولُة قد خسر الالف الجنود بسبب العدوان.. الا ان النملَ اكملَ مسيرهُ بهيبه ,
رزيناً واثقاً .. كالخميسِ بداء بالعمل.. لم يلتبسهُ ايُ كللٍ او ملل ..فاصطفَ بنظام .. كانت وجهتهُ للأمام .. عنوان المسيرِ لاتبــــايُن ولا
اختلاف.. كُلٌ سيعملُ ويحمِلُ على الاكتاف .. فسُحقاً لمَا كانَ بالامس .. واهلاً بيومٍ جديدٍ بنورِ الشمس..
فهاهي الزهورُ قد تفتحت بعد الذبول ..ونشرت شذاها بينَ الحقول.. وبعد سقوطِها شِتاءً ها هي اوراقُ الشجرِ تتراقص لتُقبلَ بعضها ربيعاً
..فـ صنعت بحفيفها الرقيقُ اروع الالحانِ طرباً وفرحاً باللـــــقاء ..لتصنعَ أعزوفةِ ساحِره سادَ بأثرِها الجــو نقاء .. ولتسمــع خرير الماءِ
يتدفقُ ويُعانِقُ التُربةُ شوقاً وحنين ..بعدما افتقد الصخرُ رِقتهُ لسنين .. وذاكَ النملُ ركِبَ اسطولَ الفلق ..بعدما شيّعَ من بالامسِ تحت الاقدام
سُحـــق .. وشد العزيمةَ وغرسَ الهِمم .. ليصِلَ القِمم ..وكأنهُ يقول سُحقاً لامسٍ احكم قبضتهُ ليوقفني ..لا لن يُحبطني ولن يُثنيني عن اهدافي
وقيمي ..
اِستمِر وثابِر بلا يأس ..
نعــم لاتقُل انا فاشِل ..وبطريقِ النجاحِ جاهل ..وقد تُهت عن دروبِ القِمم ..بعدما اكساني اليأسُ لباسَ النــدم .. فلتُصارِع فلتُقاتِل مِن اجلِ الفلاح ..
ولتصنع بهمومِ الامسِ سُلماً للنجاح ..لانَ الهمومَ صفحات بها دروسٌ لابُد وان تكونَ للنفسِ عِبرة ..لتأُخذَ مِنها خِبرة ..ولتُلوِنَ صفحات حياتكَ
بالبهاء... بعد التعبِ والشقــاء .. فليسَ العيبُ ان نفشل بلِ العيبُ ان نستمِرَ بالمسيرِ في ازِقةِ الفشل .. وبعدها سيحتلُنا الشيبُ لنصِلَ لمرحلةِ
الكهل .. فسُحقاً لامسٍ اِختبرني.. واراد ان يسِلبُ مِني ارادتي ..
لكُم ..
فعِدما تتأزمُ الامور وتعُكس الاهواء مسارها على كاهِلنا لايعني ذلِكَ بأن نُلقي اسلِحتنا ونُجردُ انفسنا من العزيمةِ .. بل علينا ان نُكافِح ونُصارِع
ونقاتل لاخرِ رمقٍ لدينا .. رُبما سنُحاول ونفشل ونُعيد الكرة بالفشل ولِكن الهدفُ من الفشلِ هو اخذ الخِبرةِ والعبرة وترسيخها بالذات مع زرع
روح التحدي والاصرار والثبات بالنفس كي لانقعَ في حُفرة مِن حُفرِ الامسِ المُظلم .. فكُن على يقين اذا ما تعلمت من تجـــــاربكَ التي فشلت
بالامس بها وعكستها لصالحك بأن سخرتها عبرة ودروس وغرست تلك القيم الايجابية ستكون قد طمرت الهموم بحجمها وضخامتها تحت ثباتِ
عزيمتكَ واصراركَ .. فكُن كالعود اذا اِحترقَ هبت منهُ رائِحة عطِرة تملؤُ المكانَ بالطيبِ والجمال .
[b][center][right]